هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
من المتوقع أن تواجه إدارة الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن، عقبات كبيرة وتحديدا في مجلس الشيوخ الذي يحظى بأغلبية الجمهوريين، ما سيدفعه للبحث عن آليات تضمن تمرير تشكيلة حكومته المرتقبة، لتحقيق الرؤى والسياسات التي يتبناها.
وذكرت
صحيفة "نيويورك تايمز" أن بايدن يهدف إلى بناء واحدة من أكثر الوزارات
تنوعا في تاريخ الرئاسة، مع إقامة علاقات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، لافتة
إلى أنه ناقش ملء المناصب الحاسمة، بما في ذلك التعيينات الوزارية التي سيتم
تأكيدها في مجلس الشيوخ الأمريكي، لمواجهة الأزمات المتعددة في أيامه المحتملة
الأولى في المنصب في كانون الثاني/ يناير المقبل.
ولفتت صحيفة "ذي إندبندنت"
البريطانية إلى أن فريق بايدن بدأ في تجميع موظفيه المحتملين في البيت الأبيض، على
أن يتم الإعلان عن التعيينات في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن حملة
بايدن التقت بالخبراء لمعالجة أزمة الصحة العامة وتداعياتها الاقتصادية.
وترجم ذلك خطاب النصر لبايدن، حينما
قال إننا "في اليوم الأول سنضع خطتنا للسيطرة على فيروس كورونا
المستجد"، معتقدا أنه "يمكن إنقاذ الكثير من الأرواح في الأشهر
المقبلة".
حاجز جمهوري
ولكن مع وجود حاجز محتمل للحزب
الجمهوري أمام الرئيس المنتخب بايدن، ازدادت التكهنات حول التعيينات الوزارية
للمرشح الديمقراطي، مع فشل الحزب في الفوز بأغلبية بمجلس الشيوخ في الانتخابات
الحالية.
وذكرت "ذي إندبندنت" أن
مرشحي فريق بايدن المتوقعين، بما في ذلك التقدميون الذين من المحتمل أن يتم
اختيارهم للمناصب الوزارية، قد لا يلعبون دورهم، لافتة إلى أن حكومة بايدن من
المرجح أن تقترح وزراء أكثر اعتدالا، مع فرصة أفضل للمرور عبر مجلس الشيوخ.
اقرأ أيضا: ترامب يلحق بـ9 رؤساء أخفقوا بالفوز بولايتين متتاليتين (صور)
ونقلت الصحيفة عن الخبير الاستراتيجي
الديمقراطي جويل باين، الذي عمل في حملة هيلاري كلينتون لعام 2016، أنه "لن
يفاجئ أي شخص، إذا بحث بايدن عن اختيارات حل وسط في بعض خياراته الوزارية رفيعة المستوى".
وأشارت الصحيفة إلى أن حملة بايدن
ظلت حتى الآن، تحافظ على اعتباراتها الداخلية بشكل هادئ، رغم الإشاعات والمناورات
التي يطلقها مسؤولون بالحزب الديمقراطي، معتقدة أن بايدن يمكن أن يعتمد على
العلاقات في عهد أوباما والديمقراطيين التقدميين.
تشكيلة محتملة
وأوضحت الصحيفة أنه يمكن الاستعانة بالسيناتور
إليزابيث وارين من ولاية ماساتشوستس لقيادة وزارة الخزانة، على أن يقود السيناتور
بيرني ساندرز عن ولاية فيرمونت وزارة العمل، لافتة إلى أن الأخير سبق أن قال إن
"تركيزه ينصب على ضمان فوز بايدن".
وتابعت: "يمكن تقديم المزيد من
اختيارات الوسط، بما في ذلك ترشيح ليال برانورد لمنصب وزير الخزانة، أو توني
بلينكان لمنصب وزير الخارجية".
وقالت عضوة الكونغرس بواشنطن براميلا
جايابال، التي شاركت في رئاسة التجمع التقدمي بالكونغرس، إنها "تأمل أن ينظر
بايدن في الديمقراطيين التقدميين لشغل مناصب وزارية"، معربة عن أملها أن
يتفهم "بايدن الجاذبية المتقاطعة لهؤلاء الأفراد الشعبويين، وقدرتهم على
تحفيز الإقبال التدريجي وجذب أبناء الطبقة العاملة".
وبحسب تقدير صحيفة "ذي إندبندنت"،
فإن اختيارات بايدن المحتملة، يمكن أن تشمل جوليان كاسترو وسوزان رايس وسالي ييتس،
الذين عملوا في إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما.
اقرأ أيضا: صحيفة أمريكية: معركة صعبة تنتظر بايدن مع مجلس الشيوخ
وبيّنت أن ييتس كانت مساعدة المدعي
العام الأمريكي ونائبة المدعي العام في ظل إدارة أوباما، وهي أيضا ضمن فريق بايدن
الانتقالي، وربما يتم النظر في منحها وزارة العدل، مضيفة أنه "يمكن اعتبار
سوزان رايس مستشارة أوباما السابقة للأمن القومي، في منصب وزيرة الخارجية".
واستدركت: "يمكن أن تواجه
المرأتان تدقيقا مكثفا من الجمهوريين في مجلس الشيوخ"، مشيرة إلى أنه "منح
السيناتور الديمقراطي عن ولاية ألاباما، دوغ جونز، الذي خسر محاولته الأخيرة لإعادة
انتخابه، منصب وزارة العدل".
وتوقعت الصحيفة أن تضم تشكيلة حكومة
بايدن المحتملة، عضو الكونغرس في لويزيانا، سيدريك ريتشموند، وعمدة لوس أنجلوس
إريك غارسيتي، إلى جانب عمدة أتلانتا كيشا لانس بوتومز، وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية
إلينوي تامي داكورث.
وأكدت أن "إدارة بايدن سيتعين
عليها ملء المقاعد المثيرة للجدل، بما في ذلك وزارة الأمن الداخلي، التي تواجه
دعوات للقضاء على الهجرة والجمارك، وسط مزاعم عن انتهاكات واسعة النطاق".
وفي ما يتعلق باختيارات بايدن لقيادة
وزارة الصحة والخدمات الإنسانية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإنها
سترث أزمة صحية عامة هائلة.
رؤية بايدن
نشر مركز دراسات الإسلام والشؤون
العالمية في آذار/ مارس الماضي، رؤية بايدن للسياسة الأمريكية الداخلية والخارجية،
مبينا الملفات التي سيركز عليها رئيس الولايات المتحدة المنتخب.
يعتقد بايدن أن إدارة ترامب تسببت في
إضعاف مصداقية ونفوذ الولايات المتحدة في العالم، والأخطر من ذلك هو ابتعاد ترامب
عن القيم الديمقراطية التي تمنح القوة لأمريكا وتجعل شعبها موحدا، إلى جانب تحديات
أخرى تتعلق بالمناخ والشعبويات والنزعة القومية وتنامي الهجرة وانتشار الأمراض
الفتاكة.
وتنقسم رؤية ترامب إلى ثلاثة أقسام
رئيسية، الأول يتعلق بضرورة تجديد الديمقراطية داخل الديار، والثاني يهتم بالأمن
الاقتصادي للولايات المتحدة، باعتباره مرادفا للأمن القومي، والثالث يركز على
تصوره الشامل لما ينبغي أن تكون عليه سياسة واشنطن الخارجية.
ويرى بايدن أن إدارة ترامب جعلت
الولايات المتحدة تتنازل عن دورها القيادي العالمي الذي باشرته منذ سبعين سنة،
وإذا واصلت تنازلها عن هذه المسؤولية فسيحدث أحد الأمرين، "إما أن يحل طرف
آخر مكان الولايات المتحدة بطريقة لن تعزز المصالح والقيم الأمريكية، أو لن يفعلها
أحد وستعم الفوضى حينها، وكلتا الحالتين لا تعدان أمرا جيدا لأمريكا".