هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
* منفتحون تماما على التحاور مع اليونان في شرق البحر المتوسط.. ونجدد الدعوة للتفاوض
* تركيا لن تتنازل عن حقوقها في البحر المتوسط ولن نسمح بالتعدي عليها
* لا نتوقع فرض عقوبات أوروبية ضدنا لكن هذا ليس مستحيلا.. وندعو أوروبا لاحترام مبادئها ومعاييرها
* أوضاعنا مختلفة تماما عما كانت عليه في السابق ولسنا بحاجة للانضمام للاتحاد الأوروبي
* لن تنجح أي انقلابات عسكرية بتركيا مستقبلا.. و"جو بايدن" سيُجبر على تأسيس علاقات جيدة معنا
* علاقة دونالد ترامب مع تركيا جيدة بلا شك لكن علاقاته مع الشرق الأوسط لا تسعدنا
* ندعم ونؤيد "المصالحة الخليجية" وندعو الله أن يعمّ السلام بيننا جميعا
* الاقتصاد التركي في صعود.. وحزبنا لا زال هو الأكبر والأقوى في الساحة التركية
قال
مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، ياسين أقطاي، إن بلاده لن تتنازل
عن حقوقها بمنطقة شرق البحر المتوسط، ولن تسمح بالتعدي عليها، مشدّدا على أن "تركيا
قادرة تماما على الحفاظ على كل حقوقها، خاصة أن صناعاتها الدفاعية وصلت لمرحلة تُخيف الأعداء وتُسعد الأصدقاء".
جاء
ذلك في الحلقة الثالثة والأخيرة من مقابلته الخاصة ضمن سلسلة مقابلات مُصورة
تجريها "عربي21"، تحت عنوان (ضيف "عربي21").
وأضاف
أقطاي، أنهم منفتحون على الحوار مع اليونان بشأن أزمة شرق المتوسط، مُجدّدا الدعوة
للدخول في مفاوضات بين الطرفين، ومُستبعدا فرض عقوبات أوروبية ضد تركيا كما طالب مؤخرا
رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وبسؤاله
عن رؤيته لمستقبل العلاقات مع واشنطن بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية،
أجاب: "هذا يتوقف على نتائج هذه الانتخابات، إلا أنه في حالة فوز (المرشح
الديمقراطي) جو بايدن سيُجبر على التقارب مع تركيا وتأسيس علاقات جيدة معها. أما
عن ترامب فعلاقاته جيدة مع تركيا بلا شك، ولكن علاقته مع الشرق الأوسط لا تسعدنا".
وتاليا نص الحلقة الثالثة والأخيرة من المقابلة الخاصة مع "ضيف عربي21"، والتي أثارت ردود فعل واسعة:
مبادرات شرق البحر المتوسط التي تستبعد تركيا.. هل يمكن أن تنجح؟ وما موقفكم منها؟
تركيا
قادرة تماما على الحفاظ على كل حقوقها، لأن بلادنا لم تعد كما كانت في السابق؛ فقد
أصبح لديها قدرات للدفاع عن حقوقها، ومَن يريد أن يتحدى بلادنا لن يكون له مجال لا
في البحر المتوسط ولا في غيره. واقتصاد تركيا بفضل الله بات متطورا، ووصلت صادراتنا إلى 200 مليار دولار (العام الماضي). وصناعات الدفاع التركية وصلت لمرحلة تُخيف
الأعداء وتُسعد الأصدقاء.
هل هناك إمكانية للتفاهم والتحاور بين تركيا واليونان؟
نحن
منفتحون على الحوار، وطرحنا كل اقتراحاتنا، وكل يوم نحن ندعوهم للتحاور، ولا نتعمد
فرض الأمر الواقع، لكن عندما تُنتهك حقوقنا نتدخل كما حدث في البحر المتوسط خلال
الأيام الماضية، حينما خططوا وسطوا على حقوقنا ولم يتركوا شبرا لتركيا التي لها أكبر
وأطول حدود بحرية على سواحل البحر المتوسط، وفي المقابل أخذت دولة اليونان التي
لها جزيرة "ميس" الواقعة في شرقي المتوسط، قبالة سواحل ولاية أنطاليا التركية،
والتي لا تتجاوز مساحتها 10 كيلومترات مربعة، مناطق صلاحية بحرية بمساحة أكبر من 40
ألف كيلومتر مربع، وعندما تأخذ تلك المساحة لا تترك لتركيا أي شيء.
ورغم
مساحة تركيا الشاسعة البالغة 780 ألف كيلومتر مربع، إلا أنهم يتركون لنا أقل من
هذه الجزيرة (ميس) التي لا تتجاوز مساحتها 10 كيلومترا مربعة. وهذا شيء به نوع من
الحمق والخداع، ويتم إفساد ذلك من قبل الاتحاد الأوروبي، ولن نسمح بهذا الأمر
على الإطلاق، ومع ذلك فكل النقاط والملفات مفتوحة للنقاش، ونحن ندعوهم دائما للتفاوض
والتحاور؛ فلسنا منغلقين ولسنا بعيدا عن أي احتمال أو أي مبادرة للحوار، لكننا لن
نترك ولن نتنازل عن حقوقنا، هذا أمر مؤكد.
رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس طالب الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات "مجدية" على تركيا إذا لم تسحب قطعها البحرية من المناطق المتنازع عليها شرقي البحر المتوسط.. فهل تتوقع فرض عقوبات أوروبية ضد تركيا؟
هذا
ليس مستحيلا، لكن احتمالاته غير كبيرة. وما نراه من الاتحاد الأوروبي حتى الآن
أننا لسنا أصدقاء بنسبة 100%. لكن في كل الأحوال عليهم احترام الحقوق والمعايير
التي وضعوها بأنفسهم، فنحن لم نحددها لهم، وحسب تلك المعايير فالخلاف بيننا
واليونان ليس جديدا أو فريدا من نوعه، بل هو خلاف قديم وحدث سابقا مع أكثر من دولة
مثلما حدث مع فرنسا وبريطانيا اللتين قامتا بحل الخلاف بينهما بطريقة مناسبة، ولو أنهم قاموا معنا باتباع نفس تلك الحقوق والمعايير التي يحترمونها في ما بينهم فلن يكونوا
بحاجة لفرض عقوبات أو أي شيء إلا الإقرار بحق تركيا.
لكن ماذا لو تم فرض عقوبات أوروبية عليكم؟
كما
قلت، لا نرى ذلك أمرا مُحتملا بقدر كبير في الوقت الحالي، لأننا أصحاب حق وقادرون
على أخذ حقوقنا "العادلة".
ما هي أبعاد المناورات الأخيرة التي قامت بها تركيا وقبرص الشمالية؟
هذه
مناورات اعتيادية تحدث من فترة لأخرى، وهي لإثبات قدرات تركيا العسكرية، وهي رسالة
للعالم أجمع.
هل من أفق لإنهاء التوتر المتواصل بين تركيا وأوروبا؟
بالطبع
هناك أفق لإنهاء أي توتر، والفرص كانت – وستظل- متاحة وممكنة طوال الوقت. والتواصل
بين تركيا والاتحاد الأوروبي ما زال متواصلا ومفتوحا، وتركيا لم ولن تغلق باب
التواصل مع الاتحاد الأوروبي؛ فحتى الآن تركيا لها حقوق بالاتحاد الأوروبي، إلا
أنه يجب أن يعلم الجميع أن بلادنا ليست بحاجة للاتحاد الأوروبي، ونؤكد مُجددا أن
تركيا ليست كما كانت قبل 18 عاما، حيث كانت سابقا تحتاج وتسعى للانضمام للاتحاد
الأوروبي، لأن أوضاعها الاقتصادية كانت ضعيفة، وكانت بعيدة عن الديمقراطية
والإدارة الرشيدة للحكم، وأوضاعها بشكل عام كانت متراجعة، بخلاف الأوضاع التي
تشهدها بلادنا اليوم، والتي تختلف تماما عما كانت عليه في السابق، بل إننا تفوقنا على
أوروبا في العديد من المجالات والقطاعات. وعلى سبيل المثال، في مجال الصحة فإن تركيا أذهلت العالم بقدراتها في هذا القطاع الحيوي، بل إننا أصبحنا رقم 1 في العالم في
جودة الخدمات الصحية.
كيف تنظر لمستقبل العلاقات مع واشنطن بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة؟
هذه
يتوقف على نتائج هذه الانتخابات؛ ففي حال فوز (المرشح الديمقراطي) جو بايدن الذي
يتبنى مواقف ضد الرئيس أردوغان، والذي قال إنه يريد إسقاط أردوغان بطريقة
"ديمقراطية"، ونحن ندرك جيدا ما يعنيه بكلمة "ديمقراطية"، لكن
تركيا ليست دولة كما كانت في السابق، حينما كانوا يقومون بتعيين بعض الجنرالات
داخل الجيش بطريقة تمكنهم من القيام بانقلابات عسكرية، وقد جربوا ذلك وحاولوا فعله
معنا، حيث كانت لهم عدة محاولات لتنفيذ انقلاب ضدنا من خلال منظمة "فتح
الله غولن" الإرهابية، وبالفعل قاموا بمحاولة انقلاب جديدة في 15 تموز/ يوليو
2016، لكنهم فشلوا، وأنا أؤكد أنهم لن ينجحوا في تنفيذ أي انقلاب عسكري في
المستقبل.
ولكن
يبدو أنه لو فاز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية فستكون لنا مشكلة معه، ولكن
سنحلها على كل حال، وهو سيُجبر على التقارب مع تركيا وتأسيس علاقات جيدة معها.
أما
في حال فوز دونالد ترامب في هذه الانتخابات فعلاقاته جيدة
مع تركيا بلا شك، ولكن علاقته مع الشرق الأوسط لا تسعدنا، وهذه مشكلة أيضا
لأنه قام بدعم غير مسبوق لـ "صفقة القرن"، وهي صفقة غير جيدة بالنسبة للعالم
الإسلامي كله.
ما موقف تركيا من المصالحة الخليجية؟
كلمة
"مصالحة" في حد ذاتها أمر جيد، ونحن دائما معها، كوننا مسلمين كما
أمرنا الله في كتابه (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت
إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله)، وهذا هو موقفنا، ومَن
يصالح فأهلا وسهلا به، ونحن نؤيده وندعمه، وندعو الله أن تكون الأمة كلها في
مصالحة مع بعضها البعض، ليعمّ السلام بيننا جميعا.
كيف ترى مستقبل تركيا بشكل عام وحزب "العدالة والتنمية" بشكل خاص ما بعد انتهاء معاهدة لوزان عام 2023؟
ستكون
هناك الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال عام 2023، وبعدها سيتم إجراء الانتخابات المحلية، وما زال حزب العدالة والتنمية هو الحزب الوحيد الأكبر والأقوى في
الساحة السياسية التركية، وستكون الذكرى السنوية المئوية بعد انتهاء معاهدة لوزان، وهذا
سيكون له دور رمزي، خاصة بعد اكتشافات الغاز، وأصبح لنا ذلك بُشرى من الله، ونعتقد
أن هذه البشرى هي نتيجة وجزاء لما فعلته تركيا مع اللاجئين والمضطهدين
والمظلومين، والاقتصاد التركي في صعود، وحسب بعض الاستطلاعات الدولية فتركيا هي
ثالث أقل دولة تأثرا بتداعيات جائحة كورونا، وهذا أحد العوامل التي تشير للثقة
في اقتصاد تركيا.
الحلقة الأولى مع "ضيف عربي21": ياسين أقطاي لـ"عربي21": هذه حقيقة المصالحة بين مصر وتركيا
الحلقة الثانية مع "ضيف عربي21": ياسين أقطاي لـ"عربي21": تفاهم مصري-تركي في ليبيا (شاهد)
المقابلة الكاملة للدكتور ياسين أقطاي مع "ضيف عربي21"، والتي أثارت ردود فعل واسعة: