نصر الحريري: الأسد وإيران سيعملان على تخريب اتفاق إدلب

اعتبر رئيس هيئة التفاوض عن الائتلاف السوري المعارض، نصر الحريري، أن من مصلحة النظام السوري وروسيا أن لا يستمر اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب السورية.

وأكد أنه لا مصلحة لهما في استمرار أطول اتفاق وقف إطلاق نار خلال السنوات التسع الماضية.

وأضاف في مقابلة مع وكالة "الأناضول"، أن "العملية العسكرية شمال غرب سوريا اليوم يحسب لها الأطراف ألف حساب".

وقال إن "ما جرى في إدلب هام جدا لأنه حفظ حياة ملايين الناس في المنطقة، وبمراجعة لقرارات مجلس الأمن، فكلها تحدثت عن وقف إطلاق نار شامل يهيئ للحل في سوريا".

ومتناولا الشأن الداخلي في الائتلاف السوري، قال الحريري: "الانتخابات في هيئة التفاوض يجب أن تحدث وستحدث، وكان يجب أن تتم، ودعونا لها مرارا وتكرارا".

اقرأ أيضا: دورية تاسعة لتركيا وروسيا على "M4" بإدلب السورية (صور)

وقال: "تمضي الهيئة في استحقاقاتها وعلى رأسها الانتخابات، وتتفرغ لمناقشة كل القضايا والإشكاليات بما فيها اجتماع الرياض".

وشدد على أن "المجتمع الدولي تبنى مقاربة إيجابية من الجميع كان هدفها واحد، وهو الحفاظ على وحدة الهيئة".

وأشار إلى أن هناك صراعا بين أركان النظام الذي بدأ يحصد ما زرعه من ظلم وقتل وتعذيب ولا خيار للسوريين سوى التخلص منه.

وتاليا نص المقابلة:

كيف توفقون بين المسار العسكري والسياسي؟

اليوم لا يمكن فصل المسار الميداني عن المسار السياسي، خصوصا أن النظام وحلفاءه لا يزالون يعولون على الحل العسكري، كحل وحيد في مقاربة المسألة السورية، وتوقف النظام مرغما كان له دور كبير في إرسال رسالة للجميع بأنه لا مناص من العملية السياسية، والدافع الوحيد الذي ربما يجلب النظام وحلفاءه إلى طاولة المفاوضات هو ما جرى من ترتيب على الأرض في إدلب.

كيف ترى وقف إطلاق النار المستمر في الشمال السوري؟

هذا أطول اتفاق وقف إطلاق نار يطول خلال السنوات التسع الماضية، لماذا، لأن هناك جدية أكبر من الجيش الوطني، ومن تركيا الدولة الجارة والصديقة، وتجمعنا معها القواسم المشتركة، عندما دخلت بصدام مباشر مع النظام.

وبالتالي فإن العملية العسكرية شمال غرب سوريا اليوم يحسب لها الأطراف ألف حساب، خاصة أن المجتمع الدولي ساند العمليات الشرعية التي يقوم بها الجيش الوطني وتركيا، لعدد كبير من المحددات، منها دوافع عسكرية وإنسانية وسياسية أيضا لأنه لا يوجد حل عسكري ولا بد من حل سياسي.

ولكن النظام وحلفاءه وخاصة إيران ليس لهم مصلحة في وقف إطلاق النار لذلك سيسعون لتخريب الاتفاق بأي شكل، باتخاذ الإرهاب ذريعة كما في السنوات الماضية، والخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار.

وأكد أن هذا "يستدعي الرد وفتح معارك عسكرية، وعندما تفشل إيران والنظام يبدأون العمل العسكري بدون أي رادع، بسبب غياب ردود الفعل الدولية الحقيقية، ومحور سراقب فيه حشود توحي بالاستعداد لعملية عسكرية بالمنطقة".

ماذا عن عمل هيئة التفاوض ومحاولة الزج بكتلة من المستقلين لا توافق النظام الداخلي للهيئة؟

الانتخابات في هيئة التفاوض يجب أن تحدث وستحدث وكان يجب أن تتم ودعونا لها مرارا وتكرارا.

مسألة الانتخابات لا خلاف عليها، رئيس الهيئة ونائبه وأمين السر مستعدون لهذا الاستحقاق ولم تناقش المكونات ذلك لأنها أمر طبيعي، العائق الحقيقي الذي منعها هو القضايا الإجرائية الداخلية التي منعت اجتماع الهيئة والوقت وطريقة الإجراء، وأحد العوائق كان مسألة اجتماع الرياض للمستقلين.

بعدها استمر الحوار مع السعودية وبين المكونات السورية والمجتمع الدولي وتم تبني مقاربة إيجابية من الجميع كان هدفها واحد، وهو الحفاظ على وحدة الهيئة، والحفاظ على وجودها، وأن تمضي في استحقاقاتها وعلى رأسها الانتخابات، وتتفرغ الهيئة لمناقشة كل القضايا والإشكالات العالقة بما فيها اجتماع الرياض.

اقرأ أيضا: تحقيق صادم يوثق جرائم أطباء الأسد.. بعضهم بأوروبا (شاهد)

الهيئة لديها اجتماع دوري الشهر الجاري وستحضر لاجتماع الشهر المقبل لتكون المكونات قد تناقشت فيما بينها، وتحضرت للاستحقاق الانتخابي، والكل ملتزم بنتائجه بما يعزز روح التوافق والانطلاق لصفحة جديدة من العمل.

وجهة نظرنا سمعت من قبل كل الأطراف، وخلاصة هذه القضايا أن نذهب لاجتماعات وانتخابات الهيئة، وأن تناقش هذه القضية (المستقلين) بعدها، والأجواء ضمن المكونات أصبحت إيجابية لتناول وحل هذه التحديات، ولا يمكن لأي طرف داخل الهيئة فرض رأيه على المكونات الأخرى.

وتأسيس الهيئة جاء بتوافق سوري بحشد جميع المكونات، والدعم الدولي الذي يدفع للحل السياسي، بوجود مكان يجمع أكبر ممثلي المعارضة، وتم ذلك في مؤتمري الرياض 1و2، وأي تغير يفترض التوافق الذي حصل سابقا، وأنا متفائل بقطع هذا الشوط والتحديات عبر الحوار والمصلحة الوطنية.

ومرت الهيئة باستحقاقات كبرى، ولم نسمح لأحد بالتدخل بشؤوننا، ولم نلمح من أحد الرغبة في التدخل بشؤوننا وخلال فترتي لم ألمس من السعودية التدخل أو من غيرها، وعندما شعرنا بحصول خطأ، وأعتقد أنه بحسن نية، كان موقفنا واضحا بأن لدينا ملاحظات وسمعت ملاحظاتنا.

ماذا عن اللجنة الدستورية وعملها المعرقل؟

بيدرسون مستمر بجهوده لتحويل عمل اللجنة من إطار تداولاته الإجرائية إلى الاتفاق على جدول الأعمال، إلى نقاش المضامين الدستورية.

بذل في ذلك جهد بتقديم مقترح جدول أعمال قبل شهر ونصف بعد أن رفض النظام 7- 8 مقترحات وكان يصر على وضع جدول أعمال لا ينسجم مع التفويض الممنوح للجنة الدستورية، فوضع بيدرسون مقترحا بعد نقاش تم التوافق عليه بين النظام وهيئة التفاوض، وانطلق به لمجلس الأمن وأعلن توافق الأطراف.

وكان يفترض بعد الاتفاق أن تتم الدعوة للجنة، فالاجتماع الفيزيائي (المباشر) غير متاح بسبب كورونا، ففكر بيدرسون بعقد اجتماع افتراضي كان فيه علامات استفهام، فهو يكفي لقضايا أكثر بساطة من تعقيدات الملف السوري، خاصة أن جولات فيزيائية عقدت لم تصل لنتيجة، إلا أنه بالنهاية أشار إلى أن العملية الدستورية يجب أن تقف حية وتعزز وقف إطلاق النار.

قلنا لبيدرسون إنه لا مانع في ذلك ولكن الرفض كالعادة جاء من النظام، مقابل أنه أبدى استعداده للقاء فيزيائي، وأعتقد مع انخفاض الجائحة أنه قد يكون هناك اجتماع فيزيائي، مع توفير الترتيبات اللوجستية للاجتماع.

ما تعليقك على الخلافات التي تعصف داخل النظام السوري؟ 

هذا المطر من هذا السحاب، ما زرعه النظام بدأت آثاره تظهر بعد أن قتل وعذب وشرد أكثر من نصف الشعب السوري، فبدأ ينقلب على جماعته.

يعيش النظام السوري وضعا اقتصاديا صعبا، واستجلب مليشيات ومرتزقة تخرب في سوريا، والأسلحة التي جاءت لقتل الشعب كانت بفواتير راكمت مليارات الدولارات من الديون، والنقطة الأضعف هي الشعب السوري الذي يدفع الثمن سواء في الخارج أو في مناطق النظام.

رسالة مخلوف خطيرة، هو من الحلقة الضيقة للنظام، يظهر اليوم أن هناك صراعا بين أركان النظام، ويريدون أموالا لدفع الديون، وسيتسلطون على الشعب ورجال الأعمال الرافضين للدعم، وربما هذه الواجهات الاقتصادية قد نفد رصيدها وبدأ النظام يبحث عن طبقة جديدة تغطي على عجزه والتهرب من العقوبات.

هذا يجب أن يكون رسالة للسوريين بأن النظام لن ينفع لا النظام ولا المعارضة وهو يمص دماء مواليه، وستزداد معاناة الشعب، وتأتي الرسالة بأنه لا خيار للسوريين سوى التخلص من هذه الأذرع، وبناء دستور وعقد اجتماعي جديد، عبر سلطة حكم انتقالي، ودستور يعبر عن كل السوريين، وصفحة جديدة عبر كل المكونات، وما تطلبه قوى الثورة، هو ما يطلبه الشعب السوري.