هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، السبت، إن الخرطوم تقاتل مع كل من السعودية والإمارات في اليمن، وتحمي الأوروبيين من الإرهاب والهجرة غير النظامية.
وأضاف حميدتي، في خطاب جماهيري بمنطقة "أبرق" شرقي العاصمة الخرطوم: "نقاتل مع الإمارات والسعودية، وقواتنا من أكبر القوات المشاركة (في التحالف العسكري العربي)".
ويدعم التحالف، منذ آذار/ مارس 2015، القوات الموالية للحكومة اليمنية، في موجهة قوات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، المدعومة من إيران.
وتابع: "الأموال المدفوعة من الإمارات والسعودية دخلت البنك المركزي، ولم تدخل في جيب (حساب) حميدتي أو غيره"، في إشارة إلى دعم من البلدين أعلنت عنه في وقت سابق، ويبلغ 3 مليارات دولار بينها وديعة في البنك المركزي السوداني بـ500 ألف دولار.
اقرأ أيضا: حميدتي يعلق على سعيه للسلطة ويعتبر فض الاعتصام "فخا"
وينظر محتجون بتشكك إلى الدعم الذي تقدمه بعض الدول للمجلس العسكري، ويزعمون أن هذا الدعم يأتي في إطار "ثورة مضادة" لإفشال الحراك الشعبي بتسليم الحكم إلى سلطة مدنية. لكن المجلس العسكري أكد في أكثر من مرة عزمه تسليم السلطة للمدنيين.
وقال حميدتي إن قوات "الدعم السريع" (تابعة للجيش) تحمي الأوربيين من تدفق ملايين المهاجرين غير النظاميين، إضافة إلى محاربة الإرهاب والتطرف.
وأضاف: "نحن شغالين نيابة عن الأوروبين، نحمي أمنهم القومي.. ملايين البشر (مهاجرين غير نظاميين) موجودين في السودان؛ لأنه منطقة ممر".
وتابع: "أغلقنا الحدود لنحارب الهجرة غير الشرعية والإرهاب، ونكافح التطرف والمخدرات".
واعتبر أن "هنالك جهات تروج للفتنة والتشويش على قوات الدعم السريع والقوات المسلحة، بهدف إخراج الدعم السريع من المشهد، لتمرير أجندتهم".
وتتهم "قوى إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي في السودان، تلك القوات بارتكاب انتهاكات، أبرزها فض اعتصام الخرطوم، في 3 حزيران/ يونيو الجاري، فيما تنفي الأخيرة ذلك.
وسقط 128 قتيلا في عملية الفض وأحداث عنف تلتها، بحسب اللجنة المركزية لأطباء السودان (تابعة للمعارضة)، الأحد. بينما قدرت آخر حصيلة لوزارة الصحة عدد القتلى بـ61.
اقرأ أيضا: الحرية والتغيير: العسكري تنصل من الاتفاقات ولن نشارك بحكومته
وقال حميدتي إن المجلس العسكري يسعى إلى الاتفاق مع قوى التغيير تفاديا لانجراف بلادنا، والاستفادة من تجارب دول الجوار.
ومنذ أن انهارت مفاوضاتهما، الشهر الماضي، يتبادل الطرفان اتهامات بالرغبة في الهيمنة على أجهزة السلطة المقترحة، خلال المرحلة الانتقالية.
وتابع: "لن نقبل بمنح قوى الحرية والتغيير نسبة 67% (من مقاعد المجلس التشريعي الانتقالي) لفرض رأيهم".
وأردف: "هناك أحزاب وجماهير وأمة، ولا يمكن أن تفرض رأيك لوحدك على مكونات الشعب السوداني".
ودعا حميدتي أعضاء الكونغرس الأمريكي والمسؤولين الأوروبيين والدول العربية والأفريقية والآسيوية إلى زيارة السودان، للإطلاع على حقيقة الأوضاع عن قرب.
وأعرب المجلس العسكري مرارا عن اعتزامه تسليم السلطة، لكن قوى التغيير تخشى من احتمال التفاف الجيش على مطالب الحراك الشعبي للاحتفاظ بالسلطة كما حدث في دول عربية أخرى.
ويشهد السودان تطورات متسارعة ومتشابكة ضمن أزمة الحكم، منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 نيسان/ أبريل الماضي، عمر البشير من الرئاسة، بعد ثلاثين عاما في الحكم، وذلك تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.