ملامح دراما رمضان.. غياب الزعيم والشرطة ورانيا وحلا بالحجاب

يترقب ملايين المتابعين للدراما في مصر والعالم العربي ما يقدمه صناعها خلال شهر رمضان المقبل، وتثار التساؤلات حول ملامح مسلسلات 2019، وهل ستختلف عن السنوات السابقة التي غلب عليها العنف والإثارة والعري والمشاهد والألفاظ الخارجة.
 
وبدأت الفضائيات المصرية بعرض برومو مسلسلات رمضان، وكان أولها برومو "زلزال" الذي يلعب فيه الأسطورة محمد رمضان دور عامل بموقف سيارات، و"ولد الغلابة" لأحمد السقا، والذي يقوم فيه بدور مدرس تاريخ.
 

 

 

وكشفت صورة من مسلسل "مملكة إبليس"، عن ظهور الفنانة المثيرة للجدل بملابسها الفاضحة رانيا يوسف، بالحجاب، لتكون الممثلة الثانية التي تكشف عن ارتدائها الحجاب بأعمال رمضانية بعد حلا شيحة، العائدة للفن بمسلسل "زلزال"، في أول تجربة فنية لها بعد ضجة خلعها الحجاب العام الماضي.

 

 

وحسب نقاد مصريين، فمن ملامح مسلسلات رمضان أيضا، غياب ضابط الشرطة عن المشهد بشكل مخالف لما اعتاد تقديمه صناع الدراما المصرية بالأعوام السابقة، كما أن مسلسل "كلابش" للممثل أمير كرارة، في جزئه الثالث يتخلى فيه ضابط الشرطة المشهور عن دوره ويقدم استقالته ويؤسس شركة أمن، وتأخذ الأحداث منحى صراع بعيدا عن الشرطة.
 

 

فيما غاب عن المشهد لأول مرة منذ 7 أعوام الزعيم عادل إمام، بعد الإعلان عن تصويره مسلسل "فلانتينو"، فيما ظهرت البطولات النسائية المشتركة بشكل لافت هذا العام في تجربة جديدة.
 
"تقلص.. واحتكار"
ويرى المخرج حسام الدين صلاح، أن أهم الملامح هي غياب الزعيم عادل إمام لأسباب صحية، مضيفا أن الملامح لم تكتمل بعد، وبروموهات المسلسلات حتى الآن تتواصل.
 
صلاح، أكد لـ"عربي21"، أن "الملمح الأهم هو تقلص عدد المسلسلات لنحو 23 مسلسلا، بدلا من 80 في الأعوام السابقة"، موضحا أن "هذا يأتي بسبب احتكار المنتج تامر مرسي صاحب شركة (سينرجي للإنتاج الفني) ورئيس مجلس إدارة (إعلام المصريين)، لصناعة الدراما وإنتاج 15 مسلسلا من إجمالي 23".

 

اقرأ أيضا: NYT: كيف امتدت قبضة السيسي الحديدية لبرامج رمضان؟

وقال المخرج المصري، إنه دعا نقيب المهن التمثلية أشرف زكي، ومجلس النقابة لعقد مؤتمر لبحث أزمة تقلص إنتاج المسلسلات وخطورة ذلك على مدى تأثير الدراما على المواطن العربي، ومنافسة المسلسل التركي للخريطة العربية.
 
"غابت الشرطة"
وأكدت الناقدة الفنية إيمان نبيل، أن أهم ملامح دراما رمضان 2019، "غياب رجل الشرطة عن الشاشة"، موضحة أنه "توجه جديد بعدما استهلكت الأعمال الدرامية شخصية رجل الأمن سواء كان صالحا أم فاسدا، لدرجة أنه لم يعد ينفع معها زيادة تلميع أو دفاع ولا تعرية، فكلها استهلكت تماما".
 
نبيل أشارت بحديثها لـ"عربي21"، إلى وجود البطولات الفنية المشتركة، مثل ياسر جلال وفتحي عبد الوهاب في "لمس أكتاف"، ومحمد إمام، وكريم محمود عبدالعزيز، في "هوجان"، ومحمد رجب وهيثم زكي في "علامة استفهام"، وجمال سليمان وباسم ياخور وباسل خياط في "حرملك".
 
وقالت إن "وجود أكثر من نجم لصالح العمل، ولو كتب السيناريو بشكل جيد، فإنه يعيد التوهج للنجم ولو كان صف أول"، مستدركة: "ولكن هل هذه الفكرة مطروحة والقصة قوية؟ أم أن النجوم سيظهرون لاستعراض الشكل والحركات والإفيهات؟".
 
غياب "فلانتينو"
وأشارت المتخصصة بالصحافة التليفزيونية لغياب الزعيم عادل إمام لأول مرة منذ 7 سنوات رغم ما تم ترويجه عن مسلسله "فلانتينو"، مضيفة: "ولكن الأهم ما الذي كان سيقدمه إمام؟ فمحتوى مسلسلاته السابقة خواء. واستهلك نفسه كممثل، وقدم صراعات الأديان والتسامح، والبخل، والرجل (بتاع الستات)، وجميعها مستهلكة".
 
نبيل، تعتقد أن غياب الزعيم راجع لأسباب صحية وليست فنية وإنتاجية، موضحة أنه "رغم ذلك فإن له جمهورا يبلع له الزلط، ويغفر له ضعف محتوى ومستوى مسلسلاته، لأن علاقته بالمصريين والعرب شخصية جدا، وتربينا عليه".
 
"حجاب حلا ورانيا"
وحول ظهور حلا شيحة بالحجاب بعد خلعه، ورانيا يوسف بعد ضجة فساتينها العارية، قالت الناقدة الفنية: "هذه بروباغاندا تسبق العمل، ولكن الأهم هو ما الذي سيقدمانه"، مشيرة إلى أن "الجمهور يحب حلا، ويشتاق للدور الذي ستقدمه وهو الذي سيحكم عليها بالعودة مجددا أو يطفئها ويواريها خلف الأستار للأبد".
 
الصحفية المتخصصة بالفن، ترى أن "البطولات النسائية هذا العام أمر جيد وأن يكون هناك مسلسل ليسرا، ونيللي كريم وغيرهما، أعتبره انتصارا للمرأة بمجتمعات عربية ذكورية؛ خاصة لو أن الحبكة فيها انتصار لقضية تعاني منها المرأة".

 

اقرأ أيضا: بعد خلعها الحجاب.. حلا شيحة تشارك في فيلم سينمائي (شاهد)

وأضافت: "فما بالك بأن تكون هناك بطولات نسائية مشتركة لنجمات مثل غادة عادل، ورانيا يوسف، وإيمان العاصي، في (مملكة إبليس)، ومي عز الدين، وبوسي، ومرفت أمين، في (البرنسيسية بيسة)، وياسمين صبري، ووفاء عامر في (حكايتي)"، موضحة: "ولكن موضوع المسلسل هنا هو الحكم".
 
نبيل، أكدت أن فيلم "لا أنام"، عام 1957، لفاتن حمامة، ومريم فخرالدين، وهند رستم، ويحيى شاهين، وعمر الشريف، وعماد حمدي، "كلهم كانوا نجوم صف أول حتى الممثلات كل منهن أخذت حقها وأبدعت".
 
وترى أن "نفس الكلام ينطبق على أي عمل فني بطولات مشتركة لو مكتوبة بشكل جيد سيصنع منهن نجمات بشكل أفضل، ولو خرجن لاستعراض الملابس وتسريحات الشعر والمحتوى رخيص فهو ما سيرفضه الجمهور".
 
الناقدة الفنية، أشارت إلى لمحة أخيرة وهي ظاهرة انتشار نجوم الفن السوري بكل إنتاجات الدراما العربية المصرية واللبنانية وغيرهما، وأن هذا خلق حالة تسميها اللمسة السورية بالدراما خاصة وأنهم مميزون وأثبتوا نجاحهم وأسماؤهم كبيرة فنيا.