هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر سودانية رفيعة المستوى النقاب عن بدء الترتيب لقمة سودانية ـ مصرية في الخرطوم خلال شهر تشرين الأول / أكتوبر الجاري.
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية عن مشاورات مع القاهرة لزيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للخرطوم، مبينة أنها تعمل مع السلطات المصرية على تحديد موعد الزيارة وفق أجندة وجدول الرئيسين البشير والسيسي.
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية عن أسامة فيصل وزير الدولة بالخارجية السودانية قوله: "إن زيارة الرئيس السيسي تأتي في إطار المشاركة في اجتماعات اللجنة الرئاسية المشتركة بين البلدين"، مبيناً أن هناك الكثير من الاتفاقيات التي سيتم استكمالها بعد انعقاد اللجنة الوزارية مؤخراً بالقاهرة.
وأوضح فيصل أن القمة السودانية ـ المصرية المرتقبة على هامش اجتماعات اللجنة الرئاسية العليا بين السودان ومصر، ستعنى باستعراض مواقف العلاقات المتطورة بين البلدين والجهود المتصلة لتعزيزها وتعميقها في جميع المجالات بالإضافة لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
خطوات حسن نية متبادلة
وأكد عضو البرلمان السوداني رئيس لجنة الإعلام والاتصال فيه، الدكتور الطيب مصطفى في حديث مع "عربي21"، أن "القمة السودانية ـ المصرية المرتقبة تأتي في ظل هدوء في العلاقات بين البلدين، وبعد خطوات حسن نية متبادلة بين الطرفين".
وأشار مصطفى إلى أن "القاهرة أخذت خطوات حسن نية كبيرة تجاه السودان، ومنها وقف استضافة المعارضة السودانية لديها السياسية والعسكرية، وكانت الخطوة الأبرز رفض استقبال زعيم حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي، ووقف أي هجوم إعلامي على السودان".
وأضاف: "السودان من جهته قابل ذلك بخطوات مماثلة في تهدئة الأمور بشأن مثلث حلايب الحدودي، بحيث لم يعد يصعّد الخلاف، على الرغم من أنه لم يغير موقفه الثابت بسودانية حلايب، وأوقف أيضا أي هجوم إعلامي على مصر".
وأكد مصطفى "أن تهدئة الأجواء بين الخرطوم والقاهرة هي مصلحة وحاجة متبادلة بين البلدين، دون أن يعني أن ذلك أنها تهدئة مبنية على وحدة في الخلفيات والمبادئ".
قوش لعب دورا مركزيا
ولفت عضو البرلمان السوداني، الانتباه إلى أن الفريق أول صلاح عبد الله قوش مدير المخابرات السودانية، الذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع مصر، لعب دورا مركزيا في إعادة تهدئة العلاقات بين الخرطوم والقاهرة.
وأضاف: "هدوء العلاقات بين الخرطوم والقاهرة لم يغير من موقفي البلدين إزاء القضايا الخلافية الخارجية كالموقف من الأزمة الخليجية أو من القضية الفلسطينية أو غيرهما"، على حد تعبيره.
ومرت العلاقات بين القاهرة والخرطوم بمرحلة توتر شديدة بسبب ملفات خلافية، منها: النزاع على مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد الحدودي، وسدّ النهضة الإثيوبي، إضافة إلى اتهامات سودانية للقاهرة بدعم متمردين سودانيين، وهو ما نفته مصر مرارا.
لكن التطورات التي شهدها ملف سدّ النهضة أثيوبيا ثم قرار السلطات المصرية بوقف استضافة المعارضة السودانية أعادا الهدوء إلى العلاقات بين البلدين.