فريق الابتسامة الطبي.. مبادرة لعلاج مصابي مسيرات غزة مجانا

أطلق عدد من خريجي تخصصي الطب والتمريض العاطلين عن العمل في غزة مبادرة إنسانية هي الأولى من نوعها، تتمثل في متابعة الأوضاع الصحية لمصابي مسيرات العودة بشكل تطوعي؛ نظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المصابون، الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف المتابعة الدورية في مستشفيات وعيادات القطاع.

فريق العمل التطوعي، الذي أطلق شعاره (فريق الابتسامة الطبي)، يبلغ عددهم 25 شخصا، تباينت تخصصاتهم ما بين الطب والتمريض والجراحة والتحاليل الطبية، يقومون بتنفيذ زيارات دورية لبيوت الجرحى في كافة مدن القطاع منذ بداية شهر أيار/ مايو الماضي.

زيارات دورية للمصابين

وأشار مدير الفريق التطوعي الممرض، عائد أبو دلاخ، إلى أن "هذه المبادرة انطلقت فكرتها من ضرورة تقديم الواجب الإنساني والأخلاقي الذي فرضته الظروف السياسية والميدانية التي تمر بها غزة منذ انطلاق مسيرات العودة، وكان الفريق التطوعي يتكون في البداية من 8 متطوعين، وبعد أقل من أسبوعين ارتفع عدد الفريق ليصبح 25 متطوعا من كافة التخصصات الطبية".

وأضاف أبو دلاخ، الحاصل على شهادة التمريض من جامعة الأزهر، أن "الشهيدة رزان النجار التي استشهدت برصاص الغدر الإسرائيلي كان لها الدور الأكبر في تحفيز الفريق، وحثنا على القيام بمبادرة مميزة تتمثل في تقديم العلاج والمراجعة الدورية للمصابين داخل بيوتهم، وقد بدأنا منذ بداية الشهر الماضي بتنفيذ هذه المبادرة المجانية على عاتقنا الشخصي بما تتضمنه من تكاليف العلاج والمواصلات؛ من خلال التوجه لأزقة المخيمات الفقيرة في غزة، التي لا يستطيع المصاب أن يتحمل تكاليف المراجعة الدورية بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها ذويه".

وتابع في حديث لـ"عربي21" بأن "عدد المستفيدين من هذه المبادرة تخطى حاجز 200 مصاب في أقل من أسبوع على انطلاقها، حيث نقوم بزيارة الجريح ومتابعة حالته الصحية بمتوسط 3 زيارات أسبوعية لكل جريح، نقوم خلالها بتنظيف الجروح إثر الإصابة التي تعرض لها".

ووجه أبو دلاخ نداء عاجلا للمؤسسات الرسمية والدولية بضرورة "دعم هذه المبادرة؛ من خلال تقديم الدعم اللوجستي لفريق المبادرة، وهي المستلزمات الطبية الأولية والأدوية الطارئة التي تلزم الفريق للاستمرار في عمله".

وتعاني مستشفيات قطاع غزة من عجز كبير في مخزون الأدوية؛ نظرا للأعداد الضخمة لمصابي مسيرات العودة، والتي تخطت وفق بيانات رسمية حاجز 13 ألف مصاب، وما يزيد على 120 شهيدا منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 من آذار/ مارس الماضي.

إصابات بالغة

وفي السياق ذاته، أشار الجريح، محمد أبو شقرة، أحد المستفيدين من هذه المبادرة، إلى أنني "تعرضت لإصابة بالغة في قدمي اليسرى في 14 من الشهر الماضي، وقد تسببت في حدوث مضاعفات حادة؛ نظرا لاختراقها الأنسجة في الجزء العلوي من القدم، مع بقاء الرصاصة داخل الجسد، ولا أستطيع تحريك القدم منذ ذلك التاريخ، وقد حذرني الأطباء من أي محاولة للضغط على القدم من خلال المشي، الأمر الذي دفعني للاستعانة بطبيب للإشراف على حالتي الصحية، لكني لم أستطع الاستمرار في المراجعة؛ نظرا لتكاليف المراجعة التي لا أستطيع تحملها".

وأضاف أبو شقرة، في حديث لـ"عربي21"، أن "(فريق الابتسامة الطبي) يتابع حالتي الصحية منذ بداية الشهر الجاري، ويقوم بشكل يومي بتنظيف الجروح في القدم؛ لمنع التهابها. كما يقوم الفريق بتقديم الأدوية الخاصة بالعلاج بشكل مجاني، الأمر الذي انعكس إيجابا على حالتي الصحية".

إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، إن "وزارة الصحة تدعم كل المبادرات التي من شأنها التخفيف عن معاناة المصابين، وقد قدمنا في وزارة الصحة 5 حقائب لفريق الابتسامة الطبي بناء على طلبه، لكن انخفاض مخزون الأدوية في الوزارة أثر على قدرة وزارة الصحة في دعم هذه المبادرات".

وأضاف القدرة، في حديث لـ"عربي21"، أن "الوضع الصحي في مستشفيات القطاع وصل لمراحل خطيرة تنذر بقدرة الوزارة على التعامل مع مصابي مسيرات العودة، حيث تكتظ أسرَّة المستشفيات بوجود إصابات بالغة الخطورة تتجاوز 300 إصابة، ما يستلزم على المجتمع الدولي ضرورة التحرك لوقف هذا التدهور الحاصل في مستشفيات القطاع".