هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ليس أبشع من أن يموت الطفل جوعا لكن الأمر يبدو طبيعيا فلا حياة لإعلام الاستعمار العالمي ولإعلام العار العربي من مأساة شعب يموت جوعا؛ فقد بلغت البشرية المتحضرة والمدنية الحداثية من التوحش مراتب لا يحرك فيها الموت حجرا ما دام بعيدا وعلى شاشات التلفاز.
فلتشتعل الحرب كما هو مخطط لها وليسقط فيها الضحايا المدنيون ظلماً بنيران خاطئة من هنا وهناك، لكن محاصرة المدن والقرى حتى الموت هي عين الإبادة الجماعية، التي لا يقبل بها شرع ولا دين ولا خُلُق.
بعد الكارثة الإنسانية والأخلاقية التي تورط فيها حزب الله اللبناني، بحصاره لـ40 ألف مدني سوري في بلدة مضايا بريف دمشق، والحملة التي تعرض لها، اضطر الحزب إلى تبرير موقفه في بيان أصدره مساء الخميس.
وافق النظام السوري على إدخال المساعدات الإنسانية، في أقرب وقت، إلى ثلاث بلدات سورية بينها مضايا المحاصرة في ريف دمشق، حسب ما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وسط الحصار الشديد وسياسة "التجويع" التي يتبعها حزب الله ضد سكان قرية "مضايا" الأربعين ألفا في ريف دمشق؛ سعى ناشطون وجمعيات سورية وعربية ودولية لكسر الحصار ضمن حملات مكثفة، وسط صمت أممي وعجز دولي عن التجويع الذي أدى لمقتل 23 شخصا من الجوع في مضايا خلال أسبوع.
قدر خبراء اقتصاديون ونشطاء إغاثيون الحاجة الإغاثية الأساسية لأكثر من 30 ألف سوري في مضايا، بريف دمشق، بأكثر من مليون دولار، في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه "حزب الله" والنظام السوري لمنع دخول المساعدات..
كيف يمكن لتنظيم مقاوم أن يتحول إلى مجموعة من قطاع الطرق، الذين يفتقدون إلى الحد الأدنى من الأخلاق والإنسانية؟
أودى الحصار المضروب على "مضايا" في ريف دمشق من قبل النظام السوري وحزب الله، بحياة 23 مدنيا إلى جانب مقتل 8 أشخاص، وبتر أطراف 6 أشخاص آخرين، جراء انفجار الألغام خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر 2015، حسب ما أفاد به أفاد بيان للمكتب الطبي في "مضايا" التابع للمعارضة.
في مضايا المحاصرة في ريف دمشق، نسي آلاف السكان المحاصرين منذ ستة أشهر طعم الخبز والأرز والحليب... وهم يشاهدون أحباءهم يموتون جوعا، في حين أن المساعدات الموعودة بموجب اتفاق الزبداني لم تصل..
فيما يبدو تطبيقا لشعار حمل توقيع "جنود الأسد"، يخيّر السوريين بين "الجوع أو الركوع"، يشتد الحصار على عشرات الآلاف في بلدة مضايا قرب الزبداني في ريف دمشق، في وقت تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
مضى على سريان هدنة "الزبداني مضايا – كفريا الفوعة" بين كتائب الثوار من جهة وقوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة أخرى تحت مظلة الأمم المتحدة أكثر من شهرين دون تطبيق شيء من بنودها العديدة باستثناء وقف إطلاق النار بين الجانبين.
يعاني عشرات الآلاف من أهالي مدينة الزبداني، الذين نزحوا إلى بلدات مضايا وبقين المجاورتين، جراء الحصار والمعارك في مدينتهم، ظروفا صحية سيئة بسبب قلة المياه وتجمع أعداد كبيرة..
بدأ النظام السوري بتحريك خلاياه "النائمة" في بلدة مضايا في ريف دمشق الغربي، بهدف إنشاء ميليشيات تابعة له في البلدة، تحت اسم "الجيش الوطني"، للسيطرة عليها من الداخل وطرد الثوار منها، وذلك من خلال مجموعات سرية توصف بأنها "مافيات الحرب"، وبعض العناصر المسلحة التي لا تنتمي لأي تشكيل، بعد إغرائهم