هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعوّل الباحثة في فهم شخصيات القادة العرب على مبدأ فرويد القائل بأن الطّفل أب الرّجل، وبأن مختلف سمات شخصية المرء تتحدّد خلال سنوات طفولته الأولى. فتعود بالانحراف الذي يصيب أغلب القادة العرب إلى "الطفولة البائسة" و"ماضي الفقر والحرمان".
ما هي مآلات المنطقة العربية بعد تصفية آخر قلاع الربيع العربي؟ هل يعني ذلك نهاية الثورة أو نهاية طورها الأول؟ ألا تجازف الأنظمة العربية بتجاهل المطالب الشعبية؟ هل يكفي القمع بالسلاح والانقلاب على المسارات لتحقيق الأمن والاستقرار؟
نقف اليوم أمام مرحلة جديدة من مراحل تاريخنا المعاصر وهي المرحلة التي ستعيد تشكيل أولويات الشارع العربي وعلى رأسها ضرورة مواجهة الاستبداد مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات لأنه قد بلغ آخر أطواره ولن يكون قادرا على الصمود والمواجهة بعد انكشاف دوره ووظيفته..
قال خبير إسرائيلي إنه في ظلال مرور عقد على اندلاع ثورات الربيع العربي، فإن مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي يعتقد أن عدم الاستقرار الإقليمي، بجانب قوة شبكات التواصل، وتطوير التضامن الاجتماعي، قد "يتسبب باندلاعها مرة أخرى، وبقوة"..
الحقيقة أن ثورات الربيع العربي قد خسرت جولتها في العقد الفائت، نعم، يمكن القول إن محور الثورة المضادة قد نجح في تحويل النار التي أشعل بها البوعزيزي الثورة في قلوب الشعوب العربية، إلى نار تأكل الشعوب العربية بربيعها العربي ونخبتها السياسية ومطالبها العادلة..
تشير غالبية السكان في الدول العربية التسع التي شهدت ثورات الربيع العربي، إلى أنهم يعيشون في مجتمعات غير متساوية أكثر مما كان الوضع عليه قبل اندلاع الثورات، وفق استطلاع..
الأمة في حاجة اليوم إلى نخب تطبيقية لا إلى نخب خطابية أو تنظيرية. نحتاج اليوم القدرةَ على بناء المسارات وهندسة طرق الخروج من الأزمات أكثر من حاجتنا إلى النظريات والعنتريات والخطابات الأيديولوجية التي انتهي أجلها..
أنجزت الشعوب ما لم يُنجزه غيرها وقدمت من التضحيات ما لم يقدمه غيرها ودفعت من قوافل الشهداء ما لم يدفعه غيرها من الأمم لكنّ آليات الانقلاب والتآمر ومحركات الانتكاس التي تقودها الدولة العميقة وبقايا النظام القديم بتوجيه من القوى الخارجية نجحت في تحويل العرس الثوري إلى مأتم انقلابي..
تأسس الحكم في ما سُمّي بالدولة الوطنية على منطق الزعامة وعلى صورة الزعيم وهو الفرد الخارق المنقذ القادر وحده دون غيره على الإبحار بسفينة الوطن بين الأمواج المتلاطمة. تأسس الحكم زمن عبد الناصر والقذافي وبورقيبة والأسد وصدام..
نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالا للصحافي جو غيل، يقول فيه إنه مع حلول عام 2010 بدت الأمور في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الجزائر وحتى دمشق وكأنها عادية جدا ومستمرة في المسار ذاته..
الصراع اليوم في المنطقة مداره قيمة الإنسان بما هو حرية وكرامة اجتماعية قبل كل شيء. هذا المطلب هو قلب المعركة بين القوى الداعمة للتحرر والنهوض وبين القوى التي تعمل على تأبيد الاستبداد وترسيخ ثقافته باعتباره قدر هذه المنطقة وقدر شعوبها..
السجون العربية كانت ولا تزال العنوان الأبرز لقمع حرية الإنسان سواء كان ذلك إبان فترة الاحتلال العسكري المباشر أو خلال عقود من حكم الوكلاء الذين كرّسوا ثقافة القمع والتعذيب والتصفية الجسدية..
الشعوب قد تنام طويلا ولكنها لا تموت، وها هي العديد من الدول العربية تشهد هزات بركانية ارتدادية، سيؤدي تراكمها وتواليها حتما إلى تشكيل تضاريس جديدة، ولو كانت الشعوب تموت لظل آل حميد الدين في اليمن وآل القذافي في ليبيا يجلسون على كراسٍ ثابتة الأقدام إلى يوم الناس هذا.
إن الشروط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحضارية العامة تمثل أهم الأسباب التي من شأنها أن تجعل من الإنجاز الثوري مسارا قد يمتد على عقود من الزمن وهو فعل لا ينتفي إلا بانتفاء الشروط المؤسسة له وهو ما لم يحدث إلى اليوم في الحالة العربية الراهنة..
الوطن كان ولازال يحتاج إلى رجال فكر وتربية وأخلاق ودعاة ينقذوه.. يكفي ما تعرض له الإنسان المصري من عمليات هدم مروعة طوال ستين عاما بانتظام وعلى نحو مستمر.. بلغت ذروتها بالهزيمة الفاضحة في حزيران (يوينو) 1967.
تُظهر الموجة الجديدة إذن انحسارا نسبيا للمخاطر الداخلية من جهة وثبات مستوى التهديد الخارجي إقليميا ودوليا من جهة أخرى نظرا لما تمثله الجزائر والسودان من أهمية استراتيجية وجيوسياسية..