هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لقد وصل بنا الحال أن نصبح مثلا سيئا يتداوله الإعلام المصري لإقناع شعبه بتعاستنا وبؤس حالنا، مع أن الوضع في تونس على سوئه لا يقارن بأوضاع مصر المزرية، إلا أن ذلك يعد مؤشرا على أننا وصلنا إلى حالة من البؤس، أغرت الإعلام المصري بصيدنا والتندر بنا بهذه الطريقة الانتهازية.
العالم اليوم يئن من الأوجاع والآلام والمخاطر، فهل من طريق للإنقاذ؟
لكل فعل رد فعل، والشعب التونسي صانع أول ثورة في العصر الراهن، قادر على إعادة التجربة.
بعد مرور أكثر من سنة وشهرين على "اللحظة الاستثنائية" كما تعامل معها المخيال الشعبي، تحول ذلك إلى ما هو أشبه بالسراب والأوهام، وما خلفه ذلك من صدمة موجعة في سياق زمني معروف يتكرر في تونس خلال الأزمات، حيث يتصاعد الغضب الشعبي خلال شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير.
وجب على القادة اللبنانيين الفاعلين حزم أمرهم لتمرير الاستحقاقات الدستورية والإصلاحية والاقتصادية المالية بأخف ضرر على مجتمعهم، فالعالم ينظر إلى أماكن غير لبنان؛ تبدو أكثر سخونة واهتماما.
من غير الواضح إلى أين يتجه العالم اليوم، من هنا أهمية قراءة كل هذه التطورات في ملتقى الرافدين الجديد، والحاجة إلى رؤية جديدة للعالم تساهم ولو بشكل محدود في تقديم خارطة طريق للخروج من هذه الأزمات..
بات واضحا أن كل هذه الملفات ستعود مطوية من الجزائر، كما وصلتها مغلقة، علما أن هذه القضايا هي التي كان في مُكنها أن تُضفي على قمة الجزائر طابع الجدية، وتجعل منها قمة تاريخية ليست كسابقاتها
كلفة "الإصلاحات الاقتصادية" ستتحملها أساسا أكثر الفئات هشاشة، رغم كل تطمينات اتحاد الشغل الحليف الموضوعي للرئيس، ولا شك أيضا في أن "تابعية" مشروع الرئيس للنواة الصلبة للمنظومة القديمة -بصرف النظر عن ادعاءات أنصار هذا المشروع- ستعيد هندسة المشهد التونسي اقتصاديا بعد إعادة هندسته سياسيا
إلى متى ستبقى هذه الدول صامدة اقتصاديا، وهي على هشاشة اقتصاداتها الريعية القائمة الممزوجة مع فساد السلطة وغياب الحوكمة والشفافية؟ وإلى متى تبقى صامدة ماليا في ظل صدمات أسعار الفائدة عالميا، والتي لا مفر منها في زمن الركود التضخمي الذي يغزو العالم؟
السيناريوهات المتوقعة كثيرة، ولها صلة بالداخل والخارج، إلا أن أكثرها منطقية هو ثورة شعبية تحرق الأخضر واليابس حين يحس التونسي بعمق المشكلة، ويتأكد بنفسه من كذب المنقلب وزيف ادعاءاته، ويصبح غير قادر على إطعام أبنائه وتوفير لقمة عيشهم الكريمة.
هو واقع حال المواطن العربي في هذه المنطقة اليوم وهذا الوقت، لم يعد يدري أين يتوجه ويوجه بوصلة حياته التي لم تعد تكترث بشيء إلا متابعة المسير ونمط الحياة المتتابع، بروتين متساو إلا من بعض التجديد البسيط الهامشي
بات الأمر يقينا أن لا برنامج لحكومة الرئيس إلا تنفيذ شروط المقرضين الدوليين، فهم منفذها الوحيد إلى تمويل يعيد تسريح القنوات الاقتصادية المسدودة. وبقاء الحكومة ضمان بقاء الرئيس الذي تقلصت فرصه لاستبدال الحكومة الحالية..
لبنان في زمن الاستحقاقات الداهمة، يحتاج رئيسا يأخذه من معايير الدولة الرخوة المنهارة منذ عقود خلت إلى دولة المؤسسات.
لا بد من التفكير من جديد، وإعادة تقييم كل التجارب العربية طيلة العقود السابقة والبحث عن رؤية جديد لمواجهة أزماتنا، ومن خلال ذلك نستعيد المشروع العربي الوطني والمستقل ونكون إلى جانب بقية شعوب المنطقة والعالم لبناء مشروع حضاري ونهضوي يساهم في تخفيف أزمات العالم، بدل أن نكون ساحة للصراعات والأزمات
من هي هذه القوى المتصارعة على تونس وهل يمكن تخيل أهدافها؟ وكيف يمكنها الاستفادة من تونس؟ أما سؤال كيف تفيد هذه القوى تونس فمؤجل إلى أجل لا يمكننا توقعه