هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثبت وباء كورونا أنَّ العالم اليوم بدون قيادة حقيقية، والقيادة التي نقصد ليست بما تملك من قوة عسكرية أو أدوات مادية فقط، بل بما تمتلكه من القدرة على ملء الفراغ الروحي، وسبر الجانب الفكري، وتعزيز القيم الأخلاقية
سيكون لوباء كورونا ما بعده، وقد دلت تجارب التاريخ أن البشرية قادرة على إعادة بناء الاقتصاد وتحريك عجلة الإنتاج ووضعها على سكتها الطبيعية، لكن ما هو أصعب ويتطلب وقتا وجهدا وصبرا، هو إعادة بناء رؤية جديدة للعالم ومصير بشريته
إن أحرار العالم مطالبون بتجاوز كارثة كورونا، وأن يبدأوا بتحرك فوري لخلق هذه الجبهة، قبل أن يفاجأوا بطبول الحرب تدق، وحينها سيصبح أي حديث عن حق الشعب خرقا للصف الوطني، وتفتيتا للجبهة الداخلية..
إننا في حاجة لدراسة حول كيف سيكون شكل العالم بعد أزمة كورونا وخاصة الأمة الإسلامية، وفي القلب منها مصر، لنعرف القدرات الموجودة والأدوار المطلوبة لإحداث تغيير حقيقي
ضمن التفكير الرغبوي سنرى عند البعض أن كورونا هو البطل وأنه هو الذي أعلن ودق ساعة التغيير، وأنه المعول عليه في بناء عالم جديد
لا يبدو مشهد الانعطاف نحو العنف واعتماد القوة وارداً في تطور ما يحدث في الجزائر، لأن ثمة وعياً اجماعياً بخطورته على الجزائر دولة ومجتمعا
لا بد من وجود مشروع تغيير أو ثورة واضحة ومحددة المعالم، تقودها طليعة وطنية واعية مخلصة منزهة عن الأهواء والمطامع. يعمل الإعلام في إطار هذا المشروع الواضح بخطاب سهل الاستيعاب، يجمع ولا يُفرق..
خسارة الجماعة الأم في مصر انعكست على فروعها في المنطقة برمتها، إذ أُدرجت على قوائم الجماعات الإرهابية في بعض الدول العربية ذات الثقل السياسي الكبير في المنطقة، وهو أمر فسّره البعض بأنه نتيجة رسائل سياسية خاطئة..
في ظني أن فرص تحولات جذرية داخل جماعة الإخوان ضئيلة للغاية إن لم تكن منعدمة، خاصة بعد مرور أكثر من ست سنوات على الانقلاب العسكري دون ظهور ثمة بوادر تغييرات في فكر الجماعة ولا مواقفها ولا قيادتها..
وثيقة محمد علي في النهاية ليست دستورا ولا قانونا، ولا هي كتاب سماوي لا يمكن مخالفته، لكن مواقف القوى الوطنية هي الحاكم في العمل الثوري المنتظر، لذا فإن العمل لا يزال كثيرا، والمشوار طويل والتكوين صعب والتدريب أصعب..
هذا النظام السياسي عقيدة وبنية وفلسفة، يعيد إنتاج نفسة من خلال أي طبقة سياسية جديدة تحكم به، فهو نظام يراعي مصلحة الطبقة السياسية الحاكمة والمرتبطين بها و تهميش أغلبية المجتمع
في المشهد التونسي كمثال؛ نجد اليسار والنقابات تعمل على المحافظة على الوضع القائم أكثر من الإسلاميين الذين يدفعون إلى التغيير ليتخذوا لهم مكانا بعد طول إقصاء. وهو وضع مناقض لكل الأفكار والقيم التي يصف بها اليسار نفسه
المقاول الفنان محمد علي ليس البديل المناسب لبلد بحجم مصر، لكنه قد يكون "بديلا بالفكرة" أو وكيلا لبدلاء محتملين. وهو ليس محسوباً على التيار الإسلامي، وفي المقابل لا يُضمر له عداوة، ثم إن البسطاء أوّبوا معه.. إن حضوره قد يكون جيداً في المرحلة التمهيدية وليس أبعد من هذا
على الجميع الآن (وأعني هنا المخلصين من أبناء هذا الوطن والمتجردين عن مصالح شخصية أو منافع آنية) أن يتحركوا في كل الاتجاهات من أجل تحرير هذا الوطن، مستفيدين من الزخم الذي أحدثه المقاول والفنان محمد على، ومن المبادرة التي أطلقها الطنطاوي
نستطيع القول إنّ العلوم الإنسانية تصف الواقع أولاً ثم توجّهه نحو ما تراه صواباً ثانياً، فهي مؤثّرة في الواقع وموجّهة له، وهنا تكمن خطورةُ العلوم الإنسانية
هناك الكثير مما يمكن أن يجتمع عليه الناس.. بل أقول (وبمنتهى الثقة) إن ما يجمع المجتمعات العربية اليوم أكبر بكثير مما يفرقها.. وما يدفعها للإطاحة بالأنظمة العربية أكبر بكثير مما يدفعها للصبر عليها!