هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هل سيتوقف التطبيع في عهد بايدن؟.. تابعوا الإجابة في هذا البودكاست..
فالتطبيع مع دولة الاحتلال ليس مجرّد خطأ سياسي أو حتى خطيئة عابرة، بل إن حجم الجريمة كبير، وهي لا تخرج إلا من دولة مصابة بسرطان مريع في بنية تركيبتها الأساسية.
نلاحظ في غالب أوضاعنا (الاستثنائية) في معظم أقطار وأنظمة أمتنا الإسلامية أن الحالة السائدة والغالبة هي النزعة الأنانية ذات التأثر بالنزوة أو النزغة الشيطانية (الإنسية) التي تجعل مورث العرش لولي عهده يفرض الولاية عليه طوعا أو كرها... لا لشيء إلا رغبة من ولي الأمر الهالك في تحدي الموت ذاته..
لعل نشأة هذا الفهم المشوَّه لكلمة الثورة (بالإضافة إلى ما تقدم) تعود إلى ما أُشرِبناه في قلوبنا، منذ الصغر، عن الثورة ومعناها
لطالما وضعت الأنظمة العربية مصالحها "الوطنية" أولاً وأقامت علاقات وتعاونت مع إسرائيل منذ عام 1948
صحيح أن الثورات فشلت في تحقيق هدفها الرئيس وهو تغيير الأنظمة، وضمان العدالة الاجتماعية والكرامة والحرية وحكم القانون للشعوب العربية، ولكنها نجحت في تحقيق أهداف أخرى لا تقل أهمية عن الهدف الرئيس والمباشر
في عموم المسيرة التطبيعية بالعالم العربي ثمة أهمية كبرى للعامل الديمقراطي، والتطبيع لا يمر في بيئة ديمقراطية شفافة ونزيهة
السعي لاحتواء الثورات العربية عزّز من تحالف قوى الاستبداد في النظام الإقليمي العربي مع الاستعمار، وهذه المرّة مع الاستعمار المباشر في قلب المنطقة العربية، أي مع "إسرائيل". فالقضاء على الرأي العام العربي، والإجهاز على التحوّل الديمقراطي في البلاد العربية، كان مصلحة مشتركة واضحة بين الاستبداد والاحتلا
دوماً كانت حسابات الواقع العربي حسابات تحدٍ، فالشعوب التي واجهت القمع والقهر والفقر والاستبداد والطغيان والتآمر، والتي تقف اليوم مناهضة ورافضة للتطبيع مع المؤسسة الصهيونية، إنما تخوض كل معاركها مجتمعة لتصنع مستقبلها
ترامب سيغادر البيت الأبيض في غضون أسابيع قليلة، فلماذا تسارع أقطار عربية إلى تطبيع العلاقات مع الكيان إرضاء له واستجابة لضغوطه؟
نحن أمام أنظمة عربية تخاف من المعارضين المعتدلين، ويسعدها جدا وجود التيارات المتطرفة، والتنظيمات المسلحة
الأسبوع الماضي، أبلغ سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان الأمينَ العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه ينوي تقديم مشروع قرار يطالب الهيئة الدولية "بإقامة تكريم سنوي لمئات الآلاف من اليهود الذين طُردوا من الدول العربية نتيجة إقامة دولة إسرائيل"
تلك المعوقات وغيرها لن تنال من عزم الشعوب التوّاقة للحرية والاستقلال الفكري والسياسي بفعل تجذر الوعي لدى قطاعات واسعة من الأمة، ومن المستحيل أن يعود وضع ما قبل ٢٠١١م، نظرا للتطور الفكر السياسي العربي
قلق المستبدين العرب الذين منحهم الرئيس الخاسر في الانتخابات دونالد ترامب مساحة واسعة من الاستبداد والقمع، سيصبح قلقاً مضاعفاً مع رئيس يعرفون أجندته مسبقاً باعتباره استئنافاً لرؤية الرئيس السابق أوباما في إطار مقتضيات البراغماتية الواقعية..
بعد إخفاق العديد من حركات "الإسلام السياسي" في تجارب سياسية معاصرة، تتباين الآراء حول تحديد أسباب ذلك الإخفاق، وتتراوح التقييمات بين من يشيد بتلك التجارب ويثني عليها ويدافع عنها، وبين من ينتقدها بقسوة ويدعو إلى مراجعتها للإفادة من أخطائها المتكررة، ولتحاشي الوقوع فيها في قادم الأيام.
مخطط وأد الاخوان هو الورقة الأخيرة في معركة التحرر من الاستبداد، فهل تنجح أنظمة الحكم في تنفيذ المخطط؟ أم تنجح الجماعة في مقاومة هذا السيناريو بمشروعات فكرية جديدة وأدوات عملية مناسبة؟ أم تبقى الجماعة في خندقها الضيق تراهن على الصبر والوقت دون أدوات فعل؟